اُسدل الستار عن مرحلة الذهاب في الدوري اللبناني، الذي شهد قبل إنطلاقه منافسة قوية في سوق الإنتقالات، إنتهت بضم الأندية عددٍ من اللاعبين المحترفين في الخارج، دون التعاقد مع أسماءٍ أجنبية كبيرة. نحو 100 لاعبٍ تنقّلوا بين الفرق الـ12، منهم من نجح بفرض نفسه، ومنهم من كان مخيّباً للآمال، فيما برزت الصفقات التي يُمكن وصفها بأنها لا "تُسمن ولا تُغني من جوع".
معتوق وتكه جي واونيكا نجوم "المركاتو"
لم يكن مستغرباً أن يتوّج كابتن منتخب لبنان حسن معتوق نفسه كأحد أفضل اللاعبين في الدوري اللبناني بعد انتقاله من "الفجيرة" الإماراتي إلى النجمة. نجم "النبيذي" الأول هذا الموسم نجح بتسجيل خمسة أهداف وصناعة مثلها، مساهماً بتحقيق ست نقاطٍ بشكلٍ مباشر. من جهته، الغريم التقليدي الأنصار، كانت له بعض الصفقات الأفضل هذا الموسم، أنجحها عباس عطوي "اونيكا" وخالد تكه جي، اللذين ساهما بتسجيل 14 هدفا من أصل 21. وتمكّن كابتن العهد السابق من تصدّر ترتيب صانعي الأهداف بسبعة، فيما صنع زميله تكه جي ثلاثة اخرى، بالإضافة إلى حصوله على ركلة جزاء.
العهد المتصدر كان له نصيبٌ من الصفقات الجيدة، ولو أنها لم ترقَ لمستوى الأسماء الثلاثة السابقة. أفضلهم كان الحارس مهدي خليل الذي حافظ على نظافة شباكه في أربع مباريات، ولاعب الوسط الدولي سمير أياس الذي جاء من الدوري البلغاري. وفي الصفاء قدّم المدافع جاد نور الدين مستوى مميزاً إلى جانب الكاميروني ستانلي ايشابي، ومواطنه المهاجم إرنست أنانغ. أما الاخاء السادس فتمكّن لاعبوه الشباب الجدد من إثبات أنفسهم سريعاً، كمحمد مرقباوي وحيدر خريس، وحسن الحاج، الذي حرمته الإصابة من إكمال الموسم بعد تألّق لافت.
في الجنوب، قد يكون التضامن صور المستفيد الأول من سوق الإنتقالات، فهو تعاقد مع محمود السبليني ومحمد عطوي وشادي سكاف، بالإضافة إلى الغاني كوفي يبواه والعاجي كريست ريمي والسنغالي داوودا ديوب. وفي الإصلاح البرج الشمالي قدّم موسى الزيات أداءً عالياً تمكّن من خلاله أن يبرز نفسه كأحد أفضل لاعبي الوسط، على الرغم من المستوى المتواضع لفريقه الذي يتذيّل الترتيب.
صفقات خيّبت الآمال
تنافست الأندية على عددٍ من الأسماء لإبرام التعاقد معها، بعضهم نال قسطاً كبيراً من الضوء الإعلامي والجماهيري، والبعض الآخر لم يكن مرحّباً به من الأساس من قبل المشجعين. أبرز تلك الصفقات كانت عملية التبادل التي تمت بين النجمة والصفاء، التي قضت بانتقال أحمد جلول إلى النجمة ومحمد جعفر إلى الصفاء. الأخير لم تكن انطلاقته كسابقتها مع الراسينغ، إذ شارك في جميع المباريات وسجل أربعة أهداف، منهما هدفين من ركلتي جزاء، واكتفى بصناعة هدفٍ واحد. جلول هو الآخر كان ضربة قاسية للنجمة الذي بحث عن لاعب وسط متمكّن بعد رحيل شمص، ولو أن لاعب الصفاء السابق لا يلعب في المركز الذي ينقصه النبيذي، إلا أنه خيّب آمال الجماهير بتعويض شيء من النقص، فاكتفى هجومياً بصناعة هدفٍ واحد، وكان مردوده الدفاعي خجولاً، ما استدعى استبداله في خمس مباريات.
ومن جانب الشباب العربي كان الإستغناء عن عباس عطوي خير دليل على المردود الذي قدّمه، إلى جانب زملائه الجدد كمحمد باقر أيوب وقاسم مناع ومحمد قدوح وحسين العوطة ومحمد شمص.
أما في الشمال فلم يقدّم المهاجم حسن دنش أي إضافة لطرابلس على الرغم من مشاركته في ثماني مباريات لم يسجل خلالها أي هدف، وصنع هدفاً واحداً. كما لم ينل المدافع أنس أبو صالح الفرصة الكافية لإثبات نفسه في التشكيلة الأساسية بعد اصابته وحلول أحمد مغربي بدلاً منه.
تعاقدات «على الفاضي»
أبرز هذه الأسماء المدافع ولاعب الوسط عبد الله طالب، الذي بلغت قيمة انتقاله من طرابلس إلى الأنصار نحو 130 ألف دولار، بعد مزاحمة مع النجمة للظفر بخدماته، على الرغم من معرفة الإدارة بإصابته، التي منعته من التمرين مع زملاءه حتى اسابيع قليلة. الظهير الأيمن حمزة عبود المنتقل إلى النجمة كان ايضا من بين هذه الأسماء، ولم يُدرج اسمه في أي مباراة رسمية، وهو انتقل إلى النبي شيت، كحال زميله أحمد يونس الذي لم يشارك سوى في مباريات كأس النخبة. ومن النجمة انتقل الحارس أحمد التكتوك الى الاخاء الاهلي عاليه دون أن يشارك في لقاء بداعي الإصابة، ومثله الحارس أحمد القرحاني المنتقل إلى النبي شيت. وانتقل المدافع جمال خليفة من العهد إلى الصفاء لتعويض غياب علي السعدي، لكنه لم يلعب أي مباراة مع «الأصفر»، كحال المدافع مصطفى الخطيب. يوسف عتريس الذي انتقل إلى السلام زغرتا لم ينل فرصته باللعب، مثل زميله شربل ضاهر المنتقل من أمل السلام.
كما أن لاعبين آخرين لم ينالوا فرصهم بالمشاركة الفعلية، كلاعب السلام عبد الله مرحبا، ولاعب الصفاء جاد الزين، ولاعبي الراسينغ ايلي براضعي ومارك مهنا، ولاعب النبي شيت سلطان حيدر.
أسماءٌ اخرى هُلل لها وأخذت مكان لاعبين آخرين، إلا أنها لم تكن على قدر الطموحات، كما روّج لها قبل التعاقد معها. علي سلمان علاء الدين الذي انتقل من الكويت إلى النجمة كان من بين أبرز هذه الأسماء. المهاجم الذي دفع محمد مرقباوي بطلب الرحيل عن فريقه لم يشارك سوى في ثلاث مباريات بمجموع 57 دقيقة، ولُقّب بـ"هداف الوديات"، نسبة لعدد الأهداف الكبير الذي سجله في المباريات الودية، دون أن يُعطى فرصة حقيقة في تلك الرسمية. ينضم المهاجم السوري محمد المرمور "هداف المنتخب الاولمبي" إلى اللائحة، فلاعب الصفاء الذي تأخّر بالحضور إلى لبنان لم يساهم بتسجيل أكثر من ثلاثة أهداف وكان مستواه متذبذاً لدرجة كبيرة، ما اضطر الجهاز الفني لإستبداله ست مرات وإدخاله إلى المباراة مرتين، فلم يلعب أي لقاء من بدايته حتى نهايته.
العهد: النوعية بدلاً من الكميّة
كان العهد الأقل نشاطاً في سوق الإنتقالات، إذ اكتفى بالتعاقد مع ثلاثة لاعبين لبنانيين هم الحارس مهدي خليل وعلي السعدي وسمير أياس، ومثلهم من الأجانب، إبراهيما ديوب وإدريسا كوياتي وعيسى يعقوبو. وجد العهد نفسه في صدارة الترتيب على الرغم من التغيير في الجهاز الفني، إلا أن لاعبيه الجدد لم يقدّموا أنفسهم بالشكل المأمول منهم. فالمهاجمين كوياتي وديوب كانا من بين الأجانب الأكثر تعرّضاً للإنتقاد، على الرغم من مساهمتهما بتسجيل ثمانية أهداف، عكس لاعب الوسط يعقوبو الذي فرض نفسه كأحد أفضل اللاعبين حتى الأسابيع الـ11 الماضية. ولم يكن السعدي الخيار الأول عند المدرب باسم مرمر، الذي فضّل الزجّ بهيثم فاعور إلى جانب نور منصور. كما لم يتمكّن المدافع المُنتقل من الصفاء من أن يسجّل أي هدف، وهو الذي وقّع على سبعة أهدافٍ في الموسم الماضي. خليل وأياس قدّما ما لديهما، ولو أن الأخير لم يحظ بالوقت الكافي لإثبات نفسه، إذ شارك في 630 دقيقة، أي أقل بـ360 اخرى من جميع دقائق المباريات، على الرغم من أنه حظي بإشادة جميع المتابعين.
العربي: كثرة الطباخين تُفسد الطبخة
على الرغم من الميزانية المادية الكبيرة التي رصدتها الإدارة، والتي تضاهي ميزانيات الأندية الكبرى، الا ان الشباب العربي الصاعد لأول مرة الى الدرجة الاولى فشل بتحقيق أكثر من فوزٍ واحد، واكتفى بست نقاط مع تغيير المدرب والإستغناء عن ثلاثة لاعبين. بدون تنظيم أو خطة عملت ادارة النادي الجبلي على التعاقد مع أسماءٍ معروفة كعباس عطوي ومحمد شمص وحسين عواضة وحسن حسين ومحمد باقر أيوب ومحمد حمود وغيرهم من اللاعبين الذين ضمتهم بالإعارة كمصطفى كساب وحسن مهنا ودانيال عباس. جميع اللاعبين الذين انضموا الى الفريق شاركوا معه في المباريات، إلا ان اياً منهم لم يلعب جميع المباريات، باستثناء المدافع أحمد الخطيب، بل حتى زاهر حسن وحاتم عيد اللذين صعدا مع الفريق الى الاولى شاركا في عدد أكبر من المباريات.
التضامن صور ملك "المركاتو"
إكتفى التضامن صور بالتعاقد مع ثمانية لاعبين جدد بينهم الأجانب الثلاثة. وعزز صفوفه بضم لاعبين في جميع الخطوط لتأمين التشكيلتين الأساسية والإحتياطية، فجلب الحارس رضوان كساب الذي عوّض غياب هادي خليل بعد إصابته، وأغرى الظهير الأيسر شادي سكاف الذي فسخ عقده مع السلام بغية الإنتقال إلى الفريق الجنوبي. كما أعطى المدرب جمال طه الإضافة لوسطه بضم محمد عطوي وكوفي يبواه، وعزز هجومه بمحمود السبليني وكريست ريمي وأعاد الشاب محمد سلمان إلى صفوفه. وحده باقر بحسون لم ينل حصته من المباريات.
ويعد التضامن الأكثر استفادة من سوق الإنتقالات، إذ أن تعاقداته أثمرت نفعاً على جميع الأصعدة خاصة الهجومية. فالفريق الذي يلعب كرة دفاعية ويعتمد على الهجمات المرتدة وجد في السبليني الحل الأفضل إلى جانب ريمي وعطوي وخلفهما. الثلاثي ساهموا بتسجيل ثمانية أهداف من 13 هدفاً، عدا عن هدف مهاجم النجمة السابق في بطولة الكأس.
المصدر: سوبر وان