ودّع ١٦ لاعباً أجنبياً دوري الدرجة الاولى بعد انتصاف عمر المسابقة، عقب المردود السيئ الذي قدّموه في المراحل السابقة. أزمةٍ روتينية تطرح العديد من علامات الإستفهام، حول الرؤية التي تعتمدها الأجهزة الفنية والإدارات في استقدام اللاعبين، خاصة أن فترة التجربة قبل إنطلاق الدوري تُعد من الأطول في المنطقة.
إختلاط الأدوار بين الإداري والفني في عملية إختيار اللاعبين هي إحدى أسباب المستوى المتدنّي للأجانب الذين يسجلّون أسماءهم في الدوري اللبناني، ناهيك عن دور الوسطاء، الذين يسعون لتمرير الصفقات الناجحة لهم والفاشلة للفرق، دون معرفة الإدارات أو بتغاضي بعض أعضائها.
وتلعب الإمكانات المادية المحدودة لدى غالبية الأندية دورها، إذ تحاول الإدارات تعزيز صفوف فرقها بلاعبين "على قد الحال"، ليشاركوا على حساب اللاعبين المحليين، في ظل سيطرة اعتقاد أن الأجنبي مهما كان سيئاً أفضل من اللاعب المحلي.
كما يرى البعض في الوسط الكروي أن اللاعب الأجنبي يتأثّر بوكيل أعماله، فيتذبذب مستواه، إذ يطلب منه أحياناً عدم تقديم المستوى المأمول ليُجبر ناديه على فسخ عقده، بغية الانتقال إلى خارج لبنان. وهو أمرٌ يفسّره المراقبون بهبوط مستوى بعض اللاعبين فجأة بعد تألّقٍ لافت. ومن أبرزهم المهاجم السنغالي تالا نداي، الذي لم يساهم بتسجيل أي هدف مع الأنصار، فيما كان سجل خمسة أهداف وصنع ثمانية اخرى مع الصفاء. أيضاً الغاني كوفي بواكيه، الذي اكتفى بتسجيل هدفٍ واحد مع الشباب العربي، وهو الذي حل ثالثاً في ترتيب الهدافين مع الإجتماعي مسجلاً 11 هدفاً.
كل هذه العوامل تساهم بشكل كبير في تراجع مستوى الدوري بشكلٍ عام، وهو ما يرتد سلباً على النتائج الآسيوية من جهة وعلى المنتخب الوطني من جهة اخرى.
غياب المهاجمين عن المنتخب
يُعد كابتن منتخب لبنان حسن معتوق هداف منتخب لبنان بين اللاعبين الحاليين، ويفصل بينه وبين الهداف التاريخي رضا عنتر هدفين (20). وتبرز أرقام المهاجمين الحاليين في المنتخب إلى الواجهة، فالثلاثي المحترف في الخارج، هلال الحلوي وسوني سعد وعمر بوغيل سجلوا خمسة أهداف مجتمعين بمجموع مشاركات يبلغ أكثر من 20 مباراة. وقد حاول المدربان المونتنيغري ميودراغ رادولوفيتش والايطالي جيوسيبي جيانيني ايجاد حلّ لهذه المعضلة، فاختارا أسماء عدة لم تنجح بتقديم المأمول منها ولم تدم مدة بقائها مع المنتخب سوى أشهر قليلة.
أزمةٌ هجومية يُفسرها المتابعون بغياب دور المهاجم عن الفرق اللبنانية، إذ يجلس على مقاعد الاحتياط أسماء كثيرة، فيما تعتمد بعض الفرق على مهاجمين أجنبيين، كالاخاء الذي تعاقد مع العراقيين فلاح عبد الكريم وليث صاحب، والأنصار الذي ضم السنغاليين تالا نداي والحادجي مالك تال، والصفاء الذي يعول على السوري محمد المرور والكاميروني إرنست أنانغ. حتى أن المدربين باتوا يعيدون المهاجم اللبناني الصريح إلى الخطوط الخلفية، فيلعب هذا الموسم حسن شعيتو وعلاء البابا وحسين حيدر وأحمد حجازي وألكسي خزاقة ومحمد مرقباوي وإبراهيم بحسون خلف المهاجمين أو على الأجنحة.
واللافت أن المهاجم المحلي الأخير الذي استدعي إلى المنتخب كان حسن شعيتو عام 2016، إذ يبحث المدرب رادولوفيتش حالياً عن لاعبين محترفين في الخارج قبل المشاركة في كأس آسيا.
تراجع مخيف بنسبة الأهداف
لم يشهد هذا الموسم أي تحسّن ملحوظ على الصعيد التهديفي للأجانب، فالأهداف الـ161 التي سُجلت كان للأجانب 41% من حصتها (67 هدفاً)، وهي نسبة قريبة من الموسم الماضي إذ سجل الأجانب 65 هدفاً. وفي المراحل الـ11 الاولى، فشل عشرة لاعبين بوضع بصماتهم في الملعب، فيما تأخر ثلاثة آخرون في تسجيل هدفهم الأول حتى الاسبوع الأخير.
وبالمقارنة مع الموسم ما قبل الماضي، فعدد الاهداف انخفض بشكل مخيف، إذ سجل حينها اللاعبون الأجانب 95 هدفاً مع نهاية مرحلة الذهاب، وهو عدد قريبٌ من موسم 2014-2015 (97 هدفاً)، ما يطرح علامات إستفهام حول جودة اللاعبين الذين استقدمتهم الأندية في الموسمين الأخيرين على أقل تقدير.
ويتصدّر مهاجم الأنصار السنغالي الحادجي مالك تال صدارة الهدافين بعشرة أهداف، ويشاركه في لائحة أفضل 15 هدافا العاجيان كريست ريمي وإدريسا كوياتي والبرازيلي تياغو أمارال والنيجيري كبيرو موسى والموريتاني أمادو نياس، فيما تضم اللائحة تسعة لاعبين لبنانيين.
أجانب الدوري اللبناني الذين وفدوا في نهاية التسعينيات وبداية الألفية الثالثة لعبوا دوراً مهماً في تطوير اللعبة، وهو ما ظهر في النتائج الآسيوية، إذ وصل النجمة والصفاء إلى نهائي كأس الإتحاد الآسيوي، وحقق الأنصار نتائج بارزة أمام الأندية العربية. فلاعبين من طينة دايفيد ناكيد ومحمد كالون وخورين وعساف خليفة وايرول ماكفرلاين وحيدر نجم وبيتر بروسبار وحمادة عبد اللطيف وهشام ابراهيم، ساهموا بإبراز الكرة اللبنانية في آسيا من جهة، وتشجيع الممولين على المشاركة في اللعبة الشعبية الاولى من جهة اخرى.
المصدر: سوبر وان