بدد الأنصار آمال النجمة بالفوز بلقب الدوري اللبناني، حين فرض التعادل عليه بدون أهداف، على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، في الجولة الـ20 من البطولة. نتيجة أبقت «النبيذي» خلف العهد المتصدر، والذي تنتظره ثلاث مباريات، بفارق نقطة واحدة. آمال النجماويين بمباراة حاسمة مع بطل لبنان باتت متعلقة بتعثّر العهد أمام السلام زغرتا أو الأنصار قبل الجولة الأخيرة.
«الديربي» المميز جماهيرياً لم يكن كذلك فنياً، خاصة بالنسبة للنجماويين. أما الأنصار، فجمهوره الذي كان يتمنى ايقاف النجمة ولو بتعادل، تحسّر على النتيجة، إذ كان بإمكان الفريق الخروج فائزاً من اللقاء وتجديد انتصاره على خصمه التاريخي. اللقاء لُعب على التفاصيل، ومدرب الأنصار التشيكي فرانتيشيك ستراكا تغلّب على الألماني ثيو بوكير، الذي كان له دور كبير في خروج فريقه بالتعادل السلبي، نتيجة وأداء.
خسر بوكير المباراة. غياب كابتن الفريق علي حمام كان مؤثراً، إلا أن المدرب الألماني لم ينجح بتعويض غياب اللاعب الدولي، وفضّل الاعتماد على حسن العنان تارة، ونادر مطر تارة اخرى في مركز الظهير الأيمن، ما أفقد النجمة خطورته في وسط الملعب. خيارات خاطئة عديدة ارتكبها المدرب الألماني. كالاعتماد على حسن معتوق خلف المهاجم، ونقل كبيرو موسى إلى الجهة اليسرى، وتغيير مركز نادر مطر ثلاث مرات. في حين علم خصمه التشيكي فرانتيشيك ستراكا من أين تؤكل الكتف. حصار حسن معتوق - الضائع - الدائم من قبل المدافعين ولاعبي الوسط أفقد «النبيذي» خطورته.
ربما لو سجل النيجيري كبيرو موسى الفرصة التي سنحت له في الدقائق الاولى من المباراة لكانت الحسابات تغيّرت. إلا أن حتى فرصة النجمة الأخطر لا تؤهله للفوز. الأنصار كان الطرف الأفضل. سيطر وحاول التسجيل ووصل إلى المرمى مستغلاً خسارة «النبيذي» لمعركة الوسط وتمريرات عباس عطوي «المرتاح» الطويلة للسنغالي الحادجي مالك تال. حتى تصدي الحارس علي السبع لركلة الجزاء الاولى التي نفذها مهاجم الأنصار لم تغيّر من حال النجمة، ولو على الصعيد النفسي.
لم يلجأ ستراكا لتغيير جذري في تشكيلته طوال اللقاء. خيارات بوكير في الشوط الثاني ساعدت مدرب الأنصار، الذي فاز لاعبوه بالمعركة الأهم في وسط الملعب. نظرة إلى حرية «اونيكا» بالتمرير توضّح حال «النبيذي» في الوسط. غياب حسن العنان هو السبب. هذا الأمر كان واضحاً أيضاً في مباراة النجمة والصفاء في الجولة الماضية، قبل أن يدرك الألماني خطأه بعد هدف جاد نور الدين، ويعيد اللاعب الشاب إلى الوسط.
بعض الأمور لا تُفهم في كرة القدم، كتقديم الأنصار لمباراة أفضل من تلك التي فاز فيها على النجمة ذهاباً بخماسية، وتعادله في لقاء الإياب. وكرغبة الأنصاريين بالفوز أكثر من النجماويين، وهم المنافسين على اللقب.