ها هو الموسم الجديد في كرة القدم اللبنانية على الأبواب، لكن الأمور لا تبشّر بالخير بالنسبة إلى الأكثرية الساحقة من أندية الدرجة الأولى التي تعيش أوضاعاً مادية صعبة، ما يؤثر في تعاقداتها وتحضيراتها التي لم تبدأ حتى لدى بعضها، ما يطرح علامة استفهام كبيرة حول شكل الموسم ومستواه الفني
أسابيع قليلة على انطلاق مسابقتي كأس النخبة وكأس التحدي لكرة القدم لموسم 2018-2019، ولا تزال بعض أندية الدرجة الأولى تبحث عن حلولٍ لمشكلاتها المادية، وعن مدربين لاستلام فرقٍ يغيب عن بعضها اللاعبون حتى.
الحال بالنسبة لفرق المقدّمة يبدو مطمئناً، مع إطلاق العهد والنجمة والأنصار والسلام زغرتا والإخاء الأهلي عاليه التمارين منذ أسابيع عدة، وتعاقد بعضها مع عدد من اللاعبين، فيما تتريّث أخرى باحثةً عن الأفضل. إلا أن قسماً آخر من أندية دوري الأضواء تعيش في صراعٍ مع الوقت ومع أزماتها المادية. وسوق الانتقالات الصيفية يبدو دليلاً على الحالة الاقتصادية الصعبة التي تعيشها هذه الأندية، فمع اقتراب انتصاف شهر تموز، لم تحصل سوى 24 عملية انتقال للاعبين عبر خمسة أنديةٍ فقط، مقابل 35 صفقة في الشهر ذاته من العام الماضي، علماً أن مسابقتي كأس النخبة وكأس التحدي كانتا انطلقتا الموسم الماضي في العاشر من آب، في حين الأخيرة تبدأ هذا الموسم في الثاني من آب، وتسبقها المسابقة الأولى في 28 الشهر الجاري.
التضامن صور هو أبرز الأندية التي تُعاني في الوقت الراهن. لاعبو الفريق الصوري بدأوا التمارين الاثنين الماضي، لكن من دون قيادة فنية. مدرب الفريق السابق جمال طه كان قد قدّم استقالته فور استقالة رئيس النادي محمد مديحلي، ومساعده فؤاد حجازي فعل الأمر عينه مع غياب المدير الفني والرئيس. لا تعاقدات ولا تجارب، بانتظار عودة الرئيس عن استقالته، أو انتخاب رئيسٍ جديد.
نادي البقاع الرياضي (النبي شيت سابقاً)، هو الآخر يمرّ بحالةٍ من الفراغ الإداري. باب الترشيحات لشغل منصب رئيس النادي وبعض المواقع الإدارية اُغلق الاثنين الماضي، من دون أن يتقدّم أحد لملء الفراغ، بعد استقالة رئيس النادي السابق أحمد الموسوي. «الأخبار» علمت أن الرئيس المستقيل سيعود إلى منصبه مع إحداث تغييرات جذرية في إدارة النادي، ومشاركة وجوه جديدة، منها سياسية. من جانبٍ آخر كانت التمارين قد انطلقت على ملعب النادي في بلدة النبي شيت، بقيادة المدرب جان ضو، الذي غالباً، لن يكون المدير الفني في الموسم المقبل. وفي حال حلحلة الوضعين الإداري والمادي، فستحاول الإدارة التعاقد مع لاعبين قادرين على إبقاء الفريق ضمن الدرجة الأولى، بعدما كان قريباً من الهبوط في الموسم الماضي، على رغم أنها لم تتمكن من الحفاظ على خدمات الشاب حسين رزق الذي انتقل إلى شباب الساحل، إلى جانب الحارس المُعار من الأنصار علي الحاج حسن، واللاعبين الأجانب، إذ إن النادي يعتمد حالياً على مجموعة من لاعبي البلدة.
الحال في الشمال ليس مختلفاً. لا مدرب
لفريق طرابلس ولا موازنة. الإدارة لا تزال تنتظر قراراً من الرئيس نجيب
ميقاتي لوضع موازنة النادي للموسم المقبل. أولى الخسارات كانت بعدم تجديد
العقد مع المدرب موسى حجيج لأسباب مادية، فلا الإدارة قادرة على تعيينه على
رأس الجهاز الفني ولا بإمكانها رصد موازنة تتلاءم مع خطة المدرب، الذي لم
ينتقل إلى أي فريقٍ بعد. وعلى رغم أن الفريق بدأ تمارينه منذ فترة، إلا أن
لا مدير فني يقوده، إذ يُشرف على التمارين حالياً الدولي السابق فادي عياد.
وعلمت «الأخبار» أن الفريق الطرابلسي قد يخوض مسابقة كأس التحدي من دون
تعيين مدير فني جديد، فيما سيبدأ العمل على ملف اللاعبين الأجانب قبل
انطلاق المسابقة.
الراسينغ بدوره لا يزال بانتظار تحديد موازنة الموسم
المقبل من قبل النائب السابق ميشال فرعون. المعلومات تُشير إلى أن الموازنة
المرصودة لن تتخطى الـ300 ألف دولار. الفريق خسر المدرب رضا عنتر، بعد
اجتماع دار أمس بينه وبين الإدارة قضى بفسخ العقد الذي كان وقّعه كابتن
منتخب لبنان السابق لثلاث سنوات أمضى سنة منها.
وحده الشباب الغازية
يبدو أفضل حالاً من غيره، فالفريق بدأ تمارينه منذ أسبوعين، بعدما جددت
الإدارة الثقة بالمدرب فؤاد ليلا، وأبقت على المهاجم العاجي جان كيكي ضمن
صفوف الفريق، إلا أن النادي لا يزال غائباً عن سوق الانتقالات، وبحسب
المعلومات، هناك تريّث إداري - فني قبل التوقيع مع لاعبين، إذ سيتم اختيار
اللاعبين الجدد، خصوصاً الأجانب، بعد مسابقة كأس التحدي.
حال كرة القدم الاقتصادي كحال البلد بشكل عام. اللعبة باتت على أبواب الدخول إلى النفق المظلم في ظل اعتماد الأندية على مموّلين سياسيين من جهة، وعدم وجود دعمٍ رسمي من جهة أخرى. مشكلات ستترك أثراً سلبياً على الموسم الكروي المقبل، الذي كان متوقعاً أن يشهد منافسة قوية في سوق الانتقالات الذي يسبقه، بعد صفقات ضخمة كانت قد أُبرمت في الموسم الماضي، وحضور جماهيري غير مسبوق منذ أكثر من عشر سنوات.
المصدر: جريدة الأخبار