لم يمرّ موسى حجيج. الـ«فيتو» الذي وضعه بعض إداريي نادي النجمة كان أقوى من قرار رئيس النادي أسعد صقال، الذي تمسّك بفكرة التعاقد مع حجيج منذ اليوم الأول، وبقي الاسم الأول لديه عقب إقالة المدرب التونسي طارق جرايا. طار جرايا ليكون حجيج البديل، لكنّ الإدارة عيّنت الصربي بوريس بونياك. الرجل الذي يحمل تجربة عربية طويلة سيبدأ مهماته من مباراة الأهلي المقبلة بعد أسبوع، بعد أن يُنهي المدرب حسين حمدان المشاركة في مسابقة كأس النخبة التي تأهل الفريق عن دورها الأول متصدراً مجموعته.
ليلة الخميس ونهار
الجمعة كان جمهور النجمة يحتفل بعودة «المايسترو» (موسى حجيج) إلى قيادة
فريقهم، حتى صدر خبر التعاقد مع بونياك بسبب خلافٍ إداري على حجيج. مصدرٌ
مقرَّب من المدرب أكد لـ«الأخبار» أن موسى تلقى تأكيداً من رئيس النادي
صقال بأنه سيكون المدرب الجديد، رغم معارضة الأمين العام في النادي سعد
عيتاني ونائب الرئيس صلاح عسيران. الأخيران هدّدا بالاستقالة في حال تعيين
حجيج على رأس الجهاز الفني، مصرَّين على التعاقد مع مدربٍ أجنبي جديد. رغم
ذلك، يقول مقربون من إدارة النجمة إن صقال كان متمسّكاً بقراره، حتى سُرِّب
تسجيلان صوتيان، زُعم أنهما له، يقول في الأول إن «صلاح عسيران يريد أن
«يُمشّي» كلامه ويكسرني، لكن هذه المرة أنا سأكسره»، وفي الثاني يصف فيه
عيتاني بـ«السخيف».
فوراً، وجّه الأمين العام رسالة إلى جمهور النادي
يدعوهم فيها إلى «تحصين البيت الداخلي والوقوف صفاً واحداً في وجه
الشائعات»، مشيراً إلى التسجيلات الصوتية التي طاولته، ومترفِّعاً عن
الدخول في أي «مهاترات» لا تصبّ في مصلحة النادي، قائلاً إن «معظم المواقف
الصادرة على مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيحة»، دون تكذيب التسجيلات،
الأمر الذي فعله صقال بعد ساعات، عبر بيان «تحذيري» صادر عن الوكيل
القانوني للنادي، يصف فيها التسجيلات بأنها «مركّبة ومفبركة» تستهدف أعضاءً
في مجلس الإدارة، مؤكداً ملاحقة الفاعلين أمام المراجع القضائية.
رسالة عيتاني سبقت بيان صقال، والتسجيلات الصوتية سُرِّبت قبل اجتماعٍ بين
الطرفين، سبقه اجتماعٌ أولٌ بين الأمين العام ونائب الرئيس صلاح عسيران،
كانت خُلاصته أن التعاقد مع حجيج مرفوض. هكذا، طار حجيج بعد جرايا، وعُيِّن
بونياك عقب ساعتين من بيان إدارة النجمة. كل ذلك فتح الباب أمام سؤالين:
الأول، هل سيعود حجيج يوماً إلى ناديه الأم، في ظل بقاء عيتاني وعسيران في
الإدارة؟ والثاني، ما الذي ينتظره جرايا؟ فالمدرب التونسي لا يزال في
لبنان، وهو ينتظر تعميماً من الاتحاد يُذكر فيه أن اتحاد اللعبة لم يعفُ
عنه، وهو ما لم يحصل. وعلمت «الأخبار» أن الجلسة التي عُقدت الأسبوع
الماضي، وكان موضوعها قضية العفو عن مدرب النجمة السابق، لم يجرِ خلالها أي
تصويت، بل اكتُفي باستمزاج الآراء التي تبيّن خلالها اعتراض ستة أعضاء على
العفو.
إذاً، بونياك مدرباً للنجمة. ثالث مدرب يُشرف على الفريق خلال
ثلاثة أشهر! هو الصربي الأول بعد الراحل نيناد سترافريتش الذي درّب الفريق
قبل 11 عاماً. ويجمع بين المدربين الصربيين مرورهما على نادي العربي
الكويتي قبل تدريب النجمة.
هُناك ظفر بونياك بلقبي «كأس ولي العهد»
و«كأس الاتحاد»، وحلّ وصيفاً في بطولة الدوري. لم ينجح بنيل لقب الدوري مع
أيٍّ من الفرق التي أشرف عليها في الكويت وعُمان والإمارات وميانمار
وتانزانيا، إلا أنه فاز بألقابٍ عدة في صربيا حيث كان يعمل مدرباً مساعداً.
مهمة المدرب الصربي لن تكون سهلة، في ظل مشاركة النجمة في خمس منافسات،
بعد النخبة، اثنتان منها قاريّتان. وجوده على رأس الجهاز الفني قبل أيام
على لقاء الأهلي المصري يثير قلق الجمهور، خاصة أن نجم الفريق حسن معتوق لن
يشارك في مباراة الذهاب على ملعب برج العرب، إلا أن الوقت سيكون كافياً له
قبل مواجهة العهد في كأس السوبر مطلع أيلول/ سبتمبر المقبل، التي تسبق
انطلاق الدوري.
المصدر: جريدة «الأخبار»