قبل انطلاق الموسم الماضي، أصدر الاتحاد اللبناني لكرة القدم قراراً يقضي بإعطاء فرصة مشاركة أكبر للاعبين الشباب دون 22 عاماً، بهدف تعزيز وجودهم في الدرجة الأولى، خاصةً بعد النتائج السلبية التي حققها المنتخب الأولمبي في استحقاقاته الأخيرة. قرارٌ بدا أنّه يصب في مصلحة جميع الأطراف، حتّى الأندية التي لم تكن تعتمد على الشباب، مثل الأنصار، إذ أنها ستصبح مضطرة إلى إشراك لاعبين من الفئات العمرية، أو التعاقد مع شباب، لخدمة الفريق مستقبلاً.
ألغيَت نتائج الموسم الماضي، لكن القرار لا يزال سارياً، ولو مع بعض التعديلات الجديدة، بما يخص عدد الدقائق، وذلك بسبب النظام الفني الاستثنائي المعتمد، الذي خفّض عدد المباريات لكل فريق من 22 مباراة إلى 16 مباراة في الدوري، إلى جانب مباريات كأس لبنان.
وبات لزاماً على كل فريق، إشراك عدد من اللاعبين دون 22 عاماً، على أن لا تقل المشاركة عن 600 دقيقة للاعب واحد، و800 دقيقة للاعبين، و1200 دقيقة لثلاثة لاعبين، وفي حال لم يستوفِ نادٍ ما عدد الدقائق المطلوب، يحسم من رصيده 3 نقاط بعد نهاية الموسم.
عموماً، لم يغب اللاعبون الشباب عن جميع مباريات الدوري منذ انطلاقه، والتزمت الأندية الـ12 بقرار الاتحاد، خاصةً أنها لا تعتمد على اللاعبين الأجانب، ما يُتيح الفرصة للشباب باللعب لمدةٍ أكبر. لكن ثمّة أندية تتصدّر بفارقٍ كبير عن غيرها في عدد الدقائق، ولو أنه يبدو أن جميع الفرق ستستوفي العدد المطلوب قبل نهاية الموسم، بل ربما قبل نهاية المرحلة الأولى حتّى.
النجمة والسلام والصفاء في الصدارة
محمد بشارة وأندرو صوايا ومهدي زين ومحمود كعور وخليل بدر وعيسى خريس. جميع هؤلاء، دون الـ22 من العمر، وقد خاضوا أول مباراتين من بطولة الدوري. النجمة الذي يعتمد على حارس الرابع، في ظل عدم جهوزية علي حلال في المباراة الأولى، بعد تعاقد النجمة معه في الساعات الأخيرة من سوق الانتقالات، وغياب علي السبع عن التمارين بعد إصابته بفيروس كورونا، كما ابتعاد أحمد التكتوك عن التشكيلة، قد يضع الثقة بحارسه الشاب خلال مبارياتٍ أكثر، ولو أنه من المتوقّع أن يتولّى حلال الدور الرئيسي في الدفاع عن مرمى "النجمة". صوايا بدوره خاض أول مباراتين بشكلٍ أساسي ولم يخرج من الملعب، ومن المتوقّع أن يبقى أساسياً، في ظل الاعتماد على علي حمام وعلي السعدي في قلب الدفاع، ولو أن النجمة يمتلك أيضاً علي فروخ من بين اللاعبين الشباب الذين ينشطون في مركز الظهير الأيمن، كما تعاقد مع حسين عواضة، الذي شغل هذا المركز مع الأنصار. مهدي زين خاض أيضاً أول مباراتين بشكلٍ أساسي، لكن مجموع دقائق مشاركاته وصل إلى 166 دقيقة، في حين لعب بدر (59 دقيقة) وكعور (46 دقيقة)، بينما خاض خريس (8) دقائق فقط.
هكذا، يبدو أن النجمة لديه لاعبين اثنين على الأقل، قادرين على تخطّي مجموع الـ600 دقيقة بسهولة، هما صوايا وزين.
السلام زغرتا بدوره يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على الشباب، لكن على عكس النجمة، نتائجه ليست جيّدة، إذ خسر أول مباراتين، دون أن يسجّل أي هدف، فيما تلقّت شباكه سبعة أهداف. وجوهٌ جديدة يعتمد عليها من أكاديمية النادي، أبرزها الحارس أنطوان الدويهي الذي خاض المباراتين، ومعه ميكايل فينيانوس وأنطونيو ماكاري وأوسكار غانطوس وفيليب أيوب ومحمد ضاهر وابراهيم عبد الوهاب، إلى جانب عماد كريمة، وجميعهم شاركوا في أوّل مباراتين، باستثناء الأخير. الفريق الشمالي أيضاً، تبدو مهمته بالوصول إلى عدد الدقائق المطلوب، سهلة.
أما الصفاء، فهو واحدٌ من الأندية التي تعتمد على قلب دفاعٍ شاب، هو محمد شور. (180) دقيقة خاضها الشاب في أول ظهورٌ له ضمن بطولة الدوري، ويبدو أن المدرب إميل رستم سيعتمد عليه حتّى نهاية الموسم. في وسط الملعب ينشط قاسم حايك (153 دقيقة)، كما يمتلك الفريق ضمن صفوفه يوسف الحاج وعلي طحان وغيرهم.
العهد بين الاعتماد على الشباب أو العودة إلى التشكيلة الأساسية
في ظل غياب أحمد زريق وخليل خميس عن الفريق، أشرك المدرب رضا عنتر علي الحاج ومحمد الحسيني في تشكيلة العهد. الأول يلعب أساسياً، والثاني دخل بداية الشوط الثاني أمام البرج ولعب أساسياً بمواجهة الإخاء. كلاهما قدّم مستوى جيّد، لكن خسارة الفريق الأخيرة، وظهوره أمام البرج، قد يدفع عنتر إلى إعادة اللاعبين الأساسيين في المباراة المقبلة. عموماً، اعتمد مدرب العهد أيضاً على حسن سرور في وسط الملعب (159 دقيقة) وأشرك فؤاد عيد وجميل ابراهيم ومحمد الحايك في بعض الدقائق. وصول أحد اللاعبين إلى 600 دقيقة لعب يبدو وارداً قبل انتهاء المرحلة الأولى، وقد يكون سرور أول من يتخطّى هذا الرقم.
خيارات محدودة في الأنصار
لاعبٌ واحدٌ يبدو أن الأنصار سيعتمد عليه للوصول إلى 600 دقيقة لعب، هو المهاجم كريم درويش. اللاعب الذي سيبلغ 23 عاماً خلال أيام، أنقذ المدرب العراقي عبد الوهاب أبو الهيل، إذ لا يبدو أنه قادرٌ على الاعتماد على وجوهٍ جديدة، مثل حسن قعفراني (32 دقيقة)، في حين خاض درويش (131 دقيقة)، وهو رقمٌ جيّد، خاصةً في ظل الاعتماد عليه حالياً، مع دخول أحمد حجازي بديلاً في الشوط الثاني. أما اللغط الذي وقع، فهو يتعلّق باللاعب الفلسطيني محمد حبوس، الذي شارك بديلاً في المباراتين، فعلى الرغم من أنه من اللاعبين الشباب، لكن القانوني الجديد يحصر المشاركة باللاعبين اللبنانيين فقط.
عموماً، يبقى للأنصار خيارٌ ثالثٌ معقول، وهو الحارس هادي مرتضى، علماً أن الفريق اعتمد على حارسين مختلفين، هما حسن مغنية ونزيه أسعد.
البرج في خطر؟
البرج من بين الأندية التي لم تعتمد في الموسم الماضي على اللاعبين الشباب كثيراً. الفريق الذي تبدّلت معظم الأسماء فيه بعد عودته إلى الدرجة الأولى، يشارك معه هذه الأسماء بعض الشباب، أمثال زين فران وعلي كيكي، لكن المدرب محمد الدقة لم يعتمد عليهما، في حين أنه أشرك محمد ناصر، الذي خاض 41 دقيقة، وضمن صفوف الفريق محمد الدر (مواليد 1997)، وهو خاض 26 دقيقة.
اسم بارزٌ في شباب البرج
في الفريق الثاني من بلدة البرج، بدأ شباب البرج هذا الموسم بفوزٍ على السلام زغرتا ثم خسارةٍ أمام الأنصار. أحد أبرز اللاعبين الذين ظهروا ضمن صفوف الفريق، لاعب الوسط حسين عواضة، المعار من العهد. شارك في المباراتين حتى صافرة النهاية، وسجّل هدفاً واحداً. من بين اللاعبين الشباب المميّزين أيضاً، الجناح حكمت زين، الذي دخل بديلاً في المباراتين وشارك في 66 دقيقة. كما يضم الفريق المهاجم عيسى بزي المعار من النجمة، وقد خاض 10 دقائق فقط خلال المباراة الأولى، بالإضافة إلى مهدي أبو محسن طليس.
واسمٌ مهمٌ في الغازية
الشباب الغازية بدوره يضم بعض اللاعبين الشباب، لكن الاعتماد عليهم ليس كبيراً، كهادي فتوني وأكرم طراد، لكن الاسم الأبرز هو للمدافع هادي ماضي، الذي خاض المباراتين حتّى نهايتهما، واستدعيَ إلى تجارب المنتخب الأولمبي.
طرابلس وشباب الساحل والتضامن والإخاء في أمان
على الرغم من أن نتائجه ليست مطمئنة، لكن طرابلس مطمئن من ناحية مشاركة اللاعبين الشباب في فريقه. هو يعتمد هذا الموسم على مجموعة جديدة صُعّدت من الفريق الرديف، أبرزهم المهاجم علاء عزّو (147 دقيقة)، ولاعب الوسط جهاد عيد (147 دقيقة) والجناح محمد صادق وحسن قريطم وغيرهم.
أحد المواهب الشابة في مركز حراسة المرمى يلعب مع شباب الساحل، وهو الحارس علي ضاهر، المعار من العهد. خاض أول مباراتين وحافظ على نظافة شباكه، ومن المتوقّع أن يبقى أساسياً حتّى نهاية الموسم. الفريق يضم ضمن صفوفه بعض اللاعبين الشباب غير الأساسيين، مثل محمود ماجد وحسين حمود، فيما ينتظر عودة علي موفّق الموسوي، في حين يشارك محمد حيدر أساسياً (77 دقيقة).
أما التضامن صور، فيضم الفريق عددٍ من الشباب، بعضهم من الأساسيين، كالمهاجم محمد جواد أبو خليل الذي خاض المباراتين حتّى النهاية، إلى جانب حسن حويلا (73 دقيقة)، في حين أن اللاعبين المستدعيين إلى المنتخب الأولمبي، عباس شرقاوي ومحمد شرقاوي، لم يشاركا مع الفريق بعد.
المهاجم دانيال أبو فحر هو أبرز المواهب التي ظهرت هذا الموسم بعد أول مباراتين. اللاعب الذي خاض 178 دقيقة، سجّل هدف الفوز على الشباب الغازية، وهو أوّل هدف في البطولة، وأسرعها. الفريق الجبلي يضم أيضاً الجناح علي مرقباوي (25 دقيقة) وآخرين مثل جاد أبي هنا وداني الجردي.