بعمر الـ39، أعلن الحارس الإسباني إيكر كاسياس اعتزاله اللعب. الخيار لم يكن بيده. في شهر آذار/مايو من عام 2019، شعر كاسياس بألمٍ في صدره، خلال حصّةٍ تدريبيةٍ مع الفريق. الألم امتد إلى فمه ويديه. طبيب الفريق أخذه إلى المستشفى ليقوم بعمليةٍ جراحية، بعدما تبيّن أنه تعرّض لنوبةٍ قلبية.
لم يُعلن كاسياس اعتزاله مباشرةً بعد ذلك اليوم، بل عاد إلى التمارين، وكان من ضمن فريق بورتو للموسم الماضي، لكن الأطباء نصحوه بالاعتزال، إذ كان هناك خطرٌ على حياته، وبالنسبة إليه، اعتزال اللعب قرارٌ صعب، لكن ثمّة عائلة عليه الاعتناء بها، ولذلك قرر المضي قُدماً.
بطولات إسبانيا: كاسياس يتذكّر
عام 2008، تُوّج المنتخب الإسباني بلقب اليورو في فيينا عاصمة النمسا، بعد الفوز على ألمانيا بهدفٍ دون رد. يستذكر كاسياس تلك الذكريات. "نزعنا اللعنة التي ارتبطت بكرة القدم الإسبانية الدولية"، يقول حارس ريال مدريد سابقاً. بعدها تُوّج منتخب بلاده بكأس العالم 2010، عقب التغلّب على هولندا، في مباراةٍ كانت كاسياس أحد أبطالها أيضاً. "في تلك اللحظات لا تستوعب حجم الموضوع. بالنسبة إليك فقد فزت بالمباراة، أو بكأس العالم، أو باليورو، وأنّك ضمن فريقٍ قوي". لكن الذاكرة لا تكون جميلة فقط، بل فيها جانبٌ لا يحب الإنسان أن يتذكّره. ثمّة مبارياتٌ مهمّة خسرها مع "لاروخا.
عودةٌ إلى الخسارة أمام ليفربول
هناك فيديو منتشر عبر صفحات الوسائل الاجتماعي، للحارس الإسباني، وهو يصدّ كراتٍ كثيرةٍ مع فريقه ريال مدريد، في مواجهةٍ مع ليفربول عام 2009، ضمن دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا. لبرهةٍ، يظن المشاهد أن كاسياس بطل المباراة، وأنه أنقذ فريقه من الخسارة، لكن في الواقع، ريال مدريد خسر بأربعة أهدافٍ دون رد. الجمهور يعلم، أنه لولا كاسياس، لخرج الفريق الإسباني بخسارةٍ فادحة، ولتلقّى مرماه أكثر من 10 أهداف. "كنت مُحبطاً وحزيناً. لم أكن أريد أن نخسر، ونحن نخسر، بهدفٍ دون رد في الذهاب. لا بأس، لكن (0-4) إياباً؟ شعرت بإحباط جمهور الريال في ليفربول وفي العالم". على الرغم من المجهود الكبير الذي قدّمه، لكن كاسياس يشعر بأنّه مسؤولٌ عن تلك الخسارة أيضاً.
أربع مباريات "كلاسيكو" في 18 يوماً
في ربيع 2011، تواجه ريال مدريد وبرشلونة أربع مرات خلال 18 يوماً. الصحافي الإيطالي باولو كوندو نشر كتاباً عن تلك الفترة، كأنّ العالم كلّه توقّف عن مشاهدة جميع المباريات ليتابع "الكلاسيكو" أربع مرات. بالنسبة إلى كاسياس، ذلك كان "جنون". "لم نكن جاهزين لنلعب "الكلاسيكو" أربع مراتٍ في شهرٍ واحد. شعرنا بضغطٍ كبير. كان هناك شيءٌ من السياسة أكثر من الرياضة، وأفضل ما يمكن أن أقوم به، ألّا أضع الزيت على النار".
"وحدة" في ريال مدريد و"مساحة" في بورتو
مسيرة كاسياس مع ريال مدريد لم تنتهِ كما أراد. حقيقةً لم يرد أحد أن تنتهي تلك المسيرة كما فعلت. خرج كاسياس بدموع حزن، ليس فقط على مغادرته، بل على الطريقة التي أُخرج فيها من النادي. شعر بـ"الوحدة" يقول، بعدما رُفض من المدرب جوزيه مورينيو، ومن ثم الرئيس فلورنتينو بيريز، ووجد في بورتو "المساحة". يقول إنه أراد "الهدوء والاستمتاع مجدداً. لم أحب أن أرى نفسي في صفحات الصحف يومياً وضمن النقاشات الإعلامية. خياري الأفضل كان الرحيل، حتّى ولو كنت سأترك المكان الذي كبرت فيه، والمكان الذي كان منزلي، حيث عانى الكثير من الأشخاص معي".
لا يُنسى
يقول كاسياس: "أقابل العديد من الإسبان في الخارج، حين أخرج إلى الحديقة أو في المطعم، فيقولوا لي أنهم شاهدوا مبارياتي مع المنتخب مع أولادهم أو مع بعضهم، وأن هذه الذكرات تبقى معهم. إنه أمرٌ جميلٌ أن تعلم أنك لا تُنسى".
ترجمة: ليبانون فوتبول غايد، بتصرّف