هل تذكرون نيوتون سانتوس دي أوليفيرا، الذي مثّل منتخب لبنان في بطولة كأس آسيا 2000؟ حسناً، قصّة اللاعبين اللبنانيين مع الأندية الماليزية تبدأ معه.
كان من المتوقّع أن تشهد الملاعب اللبنانية عودة سريعة للاعبين اللبنانيين المحترفين في الخارج خلال هذه السنوات، وهو أمرٌ قد حصل بعد عودة قائد المنتخب الوطني حسن معتوق من الإمارات، وانضمام الحارس عباس حسن إليه في نادي النجمة قادماً من السويد، واستقدام الأنصار للاعب الوسط عدنان حيدر من النرويج، ومن بعده المهاجم سوني سعد من الولايات المتحدة الأميركية، كما تعاقد العهد مع لاعب الوسط سمير أياس من بلغاريا. معظم هؤلاء لم يلعبوا في لبنان أساساً، لكنّهم فضّلوا أن يكونوا على مقربةٍ من الجهاز الفني للمنتخب قبل بطولة كأس آسيا 2019، ذلك، إلى جانب ارتفاع رواتب اللاعبين خاصةً في أندية العهد والأنصار والنجمة.
لكن منذ عام 2020، والمشكلة الاقتصادية التي يُعاني منها لبنان، يبدو أن استمرار عودة اللبنانيين إلى بلدهم لم يعد أمراً واقعاً، بل أصبح الهدف مغاردة لبنان، كما كان هذا الهدف دائماً. عددٌ لا بأس به من اللاعبين اللبنانيين يلعبون مع أنديةٍ في شرق آسيا والخليج وأوروبا، منهم من خرج من الدوري اللبنانيين، ومنهم من نشأ في الخارج، واستدعيَ إلى منتخب لبنان.
في الفترة الأخيرة، يزداد الحديث عن رغبة الأندية الماليزية بضم عددٍ من اللاعبين اللبنانيين، وحسب المصادر، فإن بعض اللاعبين يودّون مغاردة لبنان بعد انتهاء الموسم الجاري. عموماً، نتحدّث هنا عن علاقة أندية ماليزيا باللاعبين اللبنانيين، التي بدأت في عام 2006.
بدوي فرح أول لبناني في ماليزيا
اسم بدوي فرح قد لا يكون غريباً على الجمهور اللبناني، والنجماوي خاصةً. جاء إلى لبنان قادماً من أستراليا، وغادر سريعاً ليلعب في موسم 2005-2006 مع نادي سيلانغور الماليزي، ويصبح أول لبناني يلعب في ماليزيا.
دي أوليفيرا مجنّس منتخب لبنان في ماليزيا
الاسم يبدو غريباً. ليس شرقياً ولا شامياً بطبيعة الحال. نيوتن سانتوس دي أوليفيرا، هو لاعبٌ برازيلي، جُنّس في لبنان إلى جانب لاعبين آخرين بهدف المشاركة في بطولة كأس آسيا 2000 التي استضافها لبنان وشارك فيها للمرة الأولى. دي أوليفيرا لعب للأنصار وللإخاء الأهلي عاليه، كما لأنديةٍ في الخارج، قبل أن يُصبح ثاني لاعبٍ لبناني يلعب في ماليزيا، مع نادي بينانغ في موسم 2006-2007، ومن بعده انتقل عددٌ لا بأس به من اللبنانيين إلى تلك البلاد.
محمد غدّار ملكٌ في ماليزيا
كان هدّاف الدوري اللبناني مرّتين، محمد غدّار، أحد اللاعبين اللبنانيين الذين اختاروااللعب في ماليزيا. تعاقد مع نادي كيلانتان وحقق نجاحاً كبيراً، وتوّج هدافاً للدوري وشارك في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي. أصبح غدّار علامة فارقة في الدوري الماليزي، فلعب مع فيلدا يونايتد قبل الانتقال إلى النادي الأهم في البلاد، وهو جوهور دار التعظيم، ومعه حقق لقب هدّاف الدوري مرة ثانية وتوّج بلقب البطولة المحليّة، قبل أن يلعب مع الفريق الرديف لاحقاً بعد الإصابة.
من ديوب إلى عطايا
رامز ديوب اسمٌ مشهورٌ في لبنان، ليس لمستواه أو للأندية التي لعب لها، بل بسبب إيقافه مدى الحياة ومنعه من مزاولة كرة القدم من قِبل الاتحاد الدولي للعبة "فيفا". ديوب كان أحد المتورّطين في قضيّة المراهنات قبل سنوات. عموماً، هو من اللاعبين اللبنانيين الذين لعبوا في ماليزيا، مع نادي سيلانغور تحديداً، وقدّم مستوى جيّد حينها. في السنة عينها (2012) انتقل زكريا شرارة إلى كيلانتان.
تجاربٌ أخرى لم تكن ناجحة، أبرزها لحسن محمد، الذي لعب لفترةٍ قصيرة مع ساراواك قبل أن يفسخ عقده، ومثله فعل حسن شعيتو "موني" مع تيريغانو، حيث تعرّض لإصابة. المدافع خليل خميس لم يستمر لوقتٍ طويلٍ في ماليزيا أيضاً، وهناك لعب مع باهانغ. كما تعاقد نادي بيراك مع لاعبين لبنانيين في فترة واحدة، هما مدافع شباب الساحل حينها حسن ضاهر ومهاجم الإخاء الأهلي عاليه عماد غدّار، الذي تُوّج هدافاً لبطولة الدوري اللبناني.
ومن التجارب الناجحة، مشوار المدافع معتز الجنيدي مع فيلدا يونايتد، وتجربة زميله في الأنصار المدافع حسين الدر مع بيراك، كما تعاقد أبو بكر المل مع كيلانتان وجاد نور الدين مع بيراك.
آخر اللاعبين اللبنانيين المتواجدين في ماليزيا، هو لاعب العهد الدولي ربيع عطايا، الذي انتقل أخيراً إلى نادي كداح، بعدما لعب نصف موسم مع يونفرسيتي تيكنولوجي مارا.