منذ أقل من أسبوعٍ فقط، لم يكن معظم الجمهور اللبناني يعلم من هو رضا خضرا. مشاركته مع فريق برايتون في الدوري الإنكليزي الممتاز، للمرة الأولى في مسيرته، فتحت الأعين عليه، وتحدّث عنه المواقع الرياضية العربية وصفحات التواصل الاجتماعي، كونه "أوّل لاعب من أصل لبناني" يشارك في الـ"بريميرليغ"، ولو أن هذه المعلوممة خاطئة أساساً.
رضا جوزيف خضرا، ابن الـ19 عاماً، مواليد مدينة صور في لبنان، انتقل إلى برايتون ليلعب مع الفريق الرديف، قادماً من بوروسيا دورتموند. هناك لم يلعب مع الفريق الأوّل أيضاً، لكنّه تدرّج في فرق الفئات العمريّة وصولاً إلى فرق دون 19 عاماً.
مثّل منتخب ألمانيا للفئة العمريّة عينها، فكانت بداية مشاركته الدولية عام 2018، حين لعب بمواجهة قبرص، قبل أن يلعب مباراتين أمام فرنسا مرّتين.
اليوم، وربما في المستقبل، سيكون على خضرا اتخاذ قرار تمثيل أحد المنتخبين، اللبناني أو الألماني، والحقيقة، أن ثمّة تجارب عدّة للاعبين لبنانيين ودوليين، يُمكن البناء عليها. بالنسبة إلى معظم الجمهور اللبناني، لن يسأل خضرا عن منتخب لبنان، بل ربما، يذهب بعض المشجعين إلى نصحه بعدم المشاركة مع المنتخب، الذي لا ملعب له، ولا اهتمام حكومي. لكن خضرا، الذي بدأ يشق طريق النجاح، قد يختار بلداً لم يكبر فيه، وثمّة العديد من اللاعبين العرب، والأقارقة أيضاً، الذين مثّلوا منتخبات بلدهم الأم، لأحد سببين، أولهما ارتباط العائلة بالبلد، والثاني، معرفتهم المسبقة، بأن فرص لعبهم مع منتخب البلد الذي عاشوا فيه معظم حياته، أو كلّها، شبه معدومة.
في سن الـ19، ليس معروفاً ما هو مستوى خضرا أساساً، وهذا أمرٌ يُبنى عليه لاحقاً، لكن اللاعب الذي يشغل منصب الجناح، لا شك أن فرصه باللعب مع "المانشافت" ضئيلة، ولنا في اختيار أمين يونس عبرة.
الوقت طويلٌ للتفكير أمام اللاعب اللبناني - الألماني، لكن فكرة تمثبله منتخب لبنان، تحتاج إلى مبادرة في بداية الأمر، وهذه المبادرة لا تبدأ إلا من الاتحاد اللبناني لكرة القدم.