منذ خسارة لقب بطولة لبنان بكرة القدم، في المرحلة الأولى من الموسم الكروي، يعمل العهد على استعادة هويّته، حاضراً على منصّات التتويج. البداية كانت في إعادة المدرب باسم مرمر، بعد استقالة رضا عنتر، مروراً باستقدام لاعبين أجانب لاختبارهم، وصولاً إلى التعاقد مع لاعبين جُدد، لكن هذه المرة، يبدو أن العهد يبني فريقاً جديداً.
خطف المواهب
بات واضحاً أن كرة القدم اللبنانية وصلت إلى الأمتار الأخيرة من نفقٍ مظلم. «التسوّق» في سوق الانتقالات لم يعد سهلاً، ليس بسبب الأزمة الاقتصادية، بل لأن عدداً كبيراً من اللاعبين اقتربوا من سن الاعتزال، في حين لم تكن اللعبة تُخرّج المواهب سوى مع انطلاق هذا الموسم، نسبةً إلى غياب الأجانب أولاً، وخطوة الاتحاد اللبناني للعبة، بإلزام الأندية إشراك اللاعبين الشباب في عددٍ معيّنٍ من دقائق اللعب.
العهد، على الرغم من إشراكه عدداً كبيراً من لاعبيه الشباب هذا الموسم، يتعاقد مع غيرهم أيضاً. أعلن ضم زين فران ومحمد ناصر، لاعبي المنتخب الأولمبي والبرج، ضمن صفقتي انتقالٍ حر. وبحسب المصادر، يسعى «الأصفر» إلى التعاقد مع حسن قريطم، لاعب طرابلس، الذي برز بشكلٍ لافتٍ أيضاً. استعاد حسين عواضة من شباب البرج بعد إعارته، ليصبح فريقه الأول يضم أربعة لاعبين أولمبيين، لم يشاركوا معه هذا الموسم، بالإضافة إلى لاعبيه، أمثال محمد الحسيني وجميل ابراهيم وعلي الحاج ومحمد حايك وحسن سرور وغيرهم.
أين يذهب لاعبو الخبرة؟
لا يقترب العهد كثيراً من الأنصار في موضوع عدد لاعبيه الكبير، الذين تجاوزوا الثلاثين من العمر. الفريق يضم بعض لاعبي الخبرة الدوليين، كالحارس مهدي خليل، والمدافعين نور منصور وحسين زين، إلى جانب محمد حيدر في الوسط. هؤلاء، رفقة هيثم فاعور وحسين دقيق وحسين منذر، كما قد يستعيد محمد قدوح وأحمد زريق وجاد نور الدين وربيع عطايا من الخارج.
وإذا استمر النادي بضم لاعبين جُدد، فذلك يعني اضطراره إلى إعارة بعض اللاعبين، وهذه سياسة سبق أن استخدمها - ولا يزال - كإعارة علي ضاهر وحسين حيدر إلى شباب الساحل، وحسين عواضة إلى شباب البرج، ومصطفى مطر إلى طرابلس، والمحترفين في الخارج، ولاعبين في الدرجة الثانية.
تفكير ما بعد غياب الأجانب
كرة القدم اللبنانية لن تستعيد اللاعبين الأجانب قريباً. هذا أمرٌ مؤكّد. الأزمة الاقتصادية مستمرة، ولا حلول في الأفق. في الواقع، ثمّة من يُشير إلى الاقتراب من الانهيار خلال سنة. هذا يعني أن لا عملة صعبة متوفّرة كما السابق في السوق، ولا إمكانية للتعاقد مع أجانب، لا اللاعبين ولا المدربين.
والعهد، يبدو أنه يُفكّر بمرحلة ما بعد غياب الأجانب، عبر ضم ما يتوفّر من مواهب صعبة. إما تشارك معه في البطولة، أو مع غيره بالإعارة، وتعود إليه حين يحتاجها.