صفر ألقابٍ محليّةٍ للعهد في موسم 2020-2021، وغيابٌ عن التمثيل الآسيوي لعام 2022. تغيير الجهاز الفني مرّتين بعد تعيين المدرب رضا عنتر عقب انتقال باسم مرمر إلى الكويت، والاستغناء عن بعض نجوم الفريق لفترةٍ وجيزة، بدا أنّها كانت تطول مع كل تعثّر. لا شك أن جمهور العهد الجديد لم يتعوّد أن يخرج فريقه خالي الوفاض، ولو أنّه مشواره في كأس الاتحاد الآسيوي لم يبدأ هذا الموسم بعد.
وفي ظل التغيير الكبير في الفريق، مقارنةً بالموسم، ما الذي ينتظره جمهور العهد من فريقه في المسابقة الآسيوية؟ وهل يستعيد بريقه قبل نحو ثلاثة أسابيع على مهمّة ثقيلة؟
لا استغلال للفرص، لا أهداف
بدا واضحاً خلال مواجهة العهد الأخيرة أمام النجمة، أكثر من أي وقتٍ مضى، حاجة الفريق إلى مهاجمٍ صريحٍ هدّافٍ على الأقل. اللاعبون أضاعوا فرصاً عدّة، خاصةً خلال الشوط الأول، وما الأهداف الـ23 التي سجّلها الفريق في 18 مباراة سوى دليلٌ على الضعف التهديفي، إن كان مع مرمر، أو مع عنتر سابقاً، على الرغم من حضور محمد قدوح وأحمد زريق في المرحلة الأولى من البطولة.
بحث الفريق عن مهاجمين أجانب كان لا بُدَّ منه، ولو للمشاركة معه في مباراتين فقط ضمن دور المجموعات. ولهذا من المفترض أن يُعلن تعاقده خلال الأيام المقبلة، مع السوري محمد الواكد والتركماني سليم نورمورادوف. صحيحٌ أنّهما ليسا أحمد العكايشي، لكن قد يكونا أفضل الموجود في السوق، من بين لا مشكلة لديهم بخوض تجربة قصيرة، وليس المشاركة مع فريقٍ واحدٍ طوال الموسم.
وفي الواقع، استناداً إلى إحصاءات «ليبانون فوتبول غايد»، يظهر أن العهد صنع 112 فرصة للتسجيل في بطولة الدوري. وبغض النظر عمّا إذا كانت هذه الفرص خطيرة، وتُعد قريبة لتسجيل هدفٍ بالفعل، لكن بمتابعة الفريق يُمكن استخلاص عدد الفرص التي أهدرت أمام المرمى.
ولا شك أن طارق العلي من المهاجمين الذين قدّموا الكثير للعهد في سنواتٍ مضت، وهو لا يزال يساعد الفريق، لكنّه ليس المهاجم القادر على المنافسة على صدارة الهدّافين، ولو كان معه من يساعده لتحقيق ذلك. ترجمة الفرص، بحاجةٍ إلى مهاجمٍ صريحٍ جديد، ولو أن المدرب باسم مرمر اعتمد في الآونة الأخيرة على الشاب فؤاد عيد، الذي سجّل عدداً من الفرص التي وصلته، وأهدر غيرها أيضاً، من فرصٍ سانحةٍ فعلاً للتسجيل.
استعادة الثقة
واحدة من الأمور التي ساهمت بفوز العهد بألقابه المحلية، ولقبه القاري، ثقة الفريق بنفسه، ومعرفته أنه قادر على الفوز في أي مباراة. كلامٌ كثيرٌ صدر عن إداريي النادي، إلى جانب الجماهير، حول الثقة الزائدة أخيراً، خاصةً عقب الفوز بلقب كأس الاتحاد الآسيوي. رئيس النادي تميم سليمان أشار إلى هذا الأمر في مقابلةٍ إعلامية، في ما بدا طلباً من اللاعبين التواضع.
وقد يكون المدرب باسم مرمر الأنسب للعهد في التعاطي مع لاعبيه في غرف الملابس، وهذا أمرٌ من المفترض أن يحصل على نتائجه سريعاً، كون أنه لم يبتعد طويلاً عن الفريق.
ماذا عن النتائج؟
ما واجهه أحمد زريق في دوري أبطال أوروبا يختلف عمّا سيواجهه العهد في كأس الاتحاد الآسيوي. صحيحٌ أن الوحدات الأردني حقّق أكثر من مفاجأة، لكن المستوى يختلف بشكلٍ واضح. مهمّة العهد ليست بهذه الصعوبة، لكنّه دون شك، غير قادر على التفريط بنقاط أي مباراة.
المجموعة الأولى التي يشارك «الأصفر» فيها تضم الحد البحريني، وهو خامس الترتيب في الدوري المحلي. الوحدة السوري لا يختلف عن نظيره البحريني كثيراً، وهو أيضاً في المركز الخامس، بفارق 15 نقطة عن المتصدر تشرين، الذي فاز باللقب.
الفريقان ليسا من الفرق المنافسة فعلياً على اللقب الآسيوي، في مسابقةٍ يبدو أنها تتراجع فنياً بشكلٍ كبيرٍ، وبات يجب العمل على القفز عنها والانتقال إلى دوري الأبطال، بعد الالتزام بالشروط.