غالباً، وصلت إلى هنا من خلال "فايسبوك" أو "تويتر". ومن خلال العنوان ستكون قد أدركت عمّا نُلمّح. الموقعان يعتمدان اللون الأزرق؛ حالهما كحال "سامسونغ" و"إنتل" و"فورد" و"فيزا" واللائحة تطول. آه صحيح، لنعود إلى قصّتنا. طقم منتخب إيطاليا أيضاً. لكن على عكس معظم المنتخبات حول العالم، لا يرتدي الطليان قمصاناً بلونٍ مقتبسٍ على ألوان علم البلد، المؤلّفة من الأحمر والأبيض والأخضر. لمَ؟
القصّة تبدأ عام 1861. إيطاليا، البلد، لم تكن كما نعرفها اليوم. نظام الحُكم فيها لم يكن جمهورياً، بل ملكي، وإيطاليا كانت تحت حُكم عائلة آل سافوي، وهي سلالة ملكيّة حكمت في أراضي مملكة بورغونيا. العائلة حكمت إيطاليا لفتراتٍ من عام 1861 حتّى 1946، وكان اللون الرسمي للعائلة هو الأزرق. بدأت تتضح الصورة الآن؟
حين لعب المنتخب الإيطالي مباراته الأولى عام 1910، اقتبس لون القميص من العائلة الملكية، بدلاً من اقتباسه من علم البلد. وعلى الرغم من تحويل الحكم في عام 1946 إلى جمهوري، لكن الشعب كان منقسماً. 54.3% صوّتوا للوصول إلى نظام حكمٍ جمهوري، وجُلّهم من شمال إيطاليا، فيما طالب أهل الجنوب بالبقاء ضمن الحكم الملكي. استمر المنتخب باللعب بالقميص الأزرق، وأصبح لاحقاً أحد أفضل المنتخبات في أوروبا، وضمَّ إلى خزائنه كأس العالم 4 مرّات. لم يتغيّر اللون الذي أهدى إيطاليا المجد. بقيَ اللون الأحمر، للشهداء الذين ضحّوا لتحصل إيطاليا على استقلالها. الأبيض نسبةً إلى الجبال، والأخضر، اقتباساً للون السهول، أمّا الأزرق، فكان لـ"الأزوري".
اللقب، الذي لا يعني سوى الأزرق بالإيطالية، ما عاد يرمز إلى اللون فحسب، بل إلى أكثر من ذلك. هو الـ"غرينتا" والفخر والمنتخب.