لا تزال الغيابات تؤثّر على منتخب لبنان في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم "قطر 2022". المدرب إيفان هاشيك لم يثبت على تشكيلة أساسية واحدة، ولو أنّه اختار عدداً لا بأس به من اللاعبين الأساسيين في كل مباراة. في مواجهة العراق الماضية، كان الظهير الأيسر ماهر صبرا ضمن أبرز الغائبين، فحّل قلب الدفاع قاسم الزين بدلاً منه، لكن الأخير سيغيب عن مواجهة سوريا، وغالباً سيلعب حسن شعيتو "شبريكو" بدلاً منه. إلا أن الغياب الأبرز سيكون للاعب الوسط فليكس ملكي، أحد أبرز اللاعبين في صفوف "رجال الأرز".
ملكي كان اللاعب الأكثر صناعةٍ للفرص في مواجهة العراق (حتى بين اللاعبين العراقيين)، على الرغم من مركزه المتراجع وواجباته الدفاعية. هو الأكثر التحاماً مع اللاعبين أيضاً (26)، فاز بـ(10)، لكن ملاحقته لاعبي وسط العراق، حتّى في الالتحامات التي خسرها، كانت سبباً في تمرير الكرات إلى الخلف. بنيته الجسديّة القويّة تُعطيه أفضل على الكثير من اللاعبين، ذلك إلى جانب لياقته البدنية العالية. غيابٌ هو الأوّل في التصفيات منذ بدايته في الدور الثاني، لكن البديل قد يكون جاهزاً، دفاعياً على الأقل.
دهيني ضرورة، والبديل قديم أو جديد
في مواجهة العراق، لعب محمد علي الدهيني أول مباراة له مع إيفان هاشيك. نسبة تمريرات الدهيني الصحيحة كانت الأعلى (88.2%) من 17 تمريرة، لكن الفارق بينه وبين فليكس في الالتحامات كبير جداً. ذلك لأن دوره كان البقاء في الخلف، في حال خسر ملكي أي التحام واستطاع لاعب ما المرور عنه. فالدهيني التحم مع اللاعبين 7 مراتٍ فقط (فاز بـ2)، لكن في المقابل، اعترض 5 تمريرات (مقابل 2 لملكي)، كما شتت الكرة مرتين. هجومياً كان دوره معدوم. غاب بشكلٍ كلي في ظل تقدّم زميله، وفي المباراة المقبلة، قد يبقى الحال على ما هو عليه.
خيارات هاشيك في الوسط إلى جانب الدهيني كانت ثلاثة، وتقلّصت إلى خيارين مع استبعاد حسين منذر لأسبابٍ صحيّة. الخيار الأوّل دفاعي بحت، يتمثّل بوليد شور، الذي لعب مباراته الدولية الأولى أمام الإمارات لدقائق قليلة، قبل أن يشارك أساسياً بمواجهة كوريا الجنوبية. دور شور الهجومي ليس كبيراً، لكنه المفضّل في التقدّم، وهو ما يفعله مع فريقي العهد وشباب الساحل.
في المقابل، يبقى نادر مطر الخيار الأبرز، إذ أن دوره الدفاعي لا يختلف كثيراً عن ما يقدّمه هجومياً. هاشيك اعتمد عليه سابقاً، لكن ليس في مواجهة العراق. له هدفٌ في مرمى سوريا أيضاً (بطولة غرب آسيا 2019)، كما سجّل في مرمى تركمنستان خلال التصفيات. مطر قادر على تشكيل ثنائية مع باسل جرادي، لكن تقدّمه هو ما قد يُقلق هاشيك.
لا شك أن خسارة ملكي في وسط الملعب ستكون مؤثّرة، لكن هاشيك تعامل مع الغيابات بشكلٍ جيّد في المباريات الثلاث الأولى، وربما، يستطيع أن يجد البديل المناسب في مباراةٍ بات مطالباً بتحقيق الفوز فيها، وهو أمرٌ يسعى المنتخب السوري إلى تحقيقه للمرة الأولى في التصفيات أيضاً.