ما هو المطلوب من المهاجم عادةً؟ تسجيل الأهداف؟ صناعتها؟ بناء اللعب؟ الاستعراض ربما؟ طبعاً، لكن في فريقٍ يعتمد على أسلوبٍ دفاعي، وفي كرة قدمٍ متطوّرة، تتغيّر الأدوار، ولا يبقى المهاجم مهاجماً، والمدافع مدافعاً، بل يصبح في مركزٍ جديد يختلف في كل فترةٍ خلال المباراة، بحسب الرسم والأسلوب والتعليمات. وفي منتخبٍ يمتلك عناصر تفتقد للياقة بدنية عالية، ويحاول مدربه ضبط اللاعبين بأكبر قدرٍ ممكن، يظهر سوني سعد، ليكون ورقة هاشيك الرابحة، ولو ضحّى بخدماتٍ هجومية... أحياناً.
الأرقام لا تكذب. وبالنسبة إلى أي مهاجم، يُلقى الضوء على عدد المراوغات والالتحامات والعرضيّات والتسديدات والفرص المصنوعة والتمريرات وغيرها، لكن مع سوني، الأرقام الدفاعية هي التي تظهر أولاً.
مواجهة سوريا مثالٌ واضح. سعد، شتت الكرة 3 مرات، وقطعها 3 مرات، واعترضها محافظاً عليها معه مرتين. سعد حصل أيضاً على ثلاثة أخطاء، وفاز بـ(8) من (13) التحام، واللافت أنه لعب 4 تمريرات طويلة من تمريراته الـ17. هذه الأرقام من المفترض أن تكون طبيعية، ربما، بالنسبة إلى ظهير أيسر، لكن سعد ليس مدافعاً. هل أخطأ في هدف عمر خريبين؟ فعل، لكن لا يمكن انتظار تقديم مباراة مثالية لمهاجم في مركزٍ دفاعي، ولو أن سعد، قدم فعلاً مباراة جيدة، مع احتساب هدفه المهم.
وفي الواقع، يعتمد المنتخب السوري على محمود المواس في صناعة الفرص أكثر من أي لاعب آخر، وهو الذي لعب على الجهة اليمنى لفريقه، بمواجهة سعد أولاً.
وبالعودة إلى مواجهة العراق، التي كان من الممكن الخروج منها بالفوز، لو أن هاشيك أدخل عناصر هجومية باكراً، فإن المدرب التشيكي اختار عدم التفريط بسعد في تلك المباراة على حساب مهاجم، خاصةً مع اعتماد المنتخب العراقي على الهجمات المرتدة في الدقائق العشرين الأخيرة. انضباطه ودوره التكتيكي مهم، وهو ما يبحث التشيكي عنه.
لن يسجّل سوني الكثير من الأهداف. لن يلعب دور باسل جرادي، ولن نراه يحاول مراوغة اللاعبين مراراً وتكراراً، كحسن معتوق، لكننا سنرى لاعباً مهماً في تشكيلة المنتخب، لطالما شارك في مراكز مختلفة، يميناً ويساراً وفي المقدّمة، واليوم في الخط الدفاعي.