ليست المرة الأولى التي يغيب فيها قائد منتخب لبنان حسن معتوق عن الفريق في التصفيات المونديالية. لم يلعب في ثلاث مبارياتٍ متتالية، أمام سريلانكا، تركمنستان، وكوريا الجنوبية، ضمن الدور الثاني. هناك، بدا أن الفريق افتقد أحد أهم عناصره الهجومية، واليوم، يغيب الهدّاف التاريخي مجدداً، لكن، هل سيكون غيابه مؤثّراً لهذه الدرجة؟
أمام إيران والإمارات، في 11 و16 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، يلعب منتخب لبنان بغياب قائده المهاجم حسن معتوق، بعد إصابته بخلعٍ في الكتف، خلال مباراة فريقه الأنصار مع الإخاء، ضمن بطولة الدوري اللبناني. معتوق خرج في الدقيقة الثالثة بعدما شعر بالإصابة، وحاول الطبيب المعالج للفريق أن يُعيد كتفه إلى الخلف، لكن بدا أن الإصابة أقوى، ليُستدعى فريق الصليب الأحمر، ويُنقل معتوق إلى المستشفى. هنا، تبيّن أن إصابته ستغيّبه عن الملاعب لنحو شهرين.
معتوق، هو هدّاف منتخب لبنان التاريخي بـ21 هدفاً. المفارقة، أنّه لم يُسجّل أي هدف في المباريات الست الماضية، بل أن هدفه الأخير (في مرمى سريلانكا - في تشرين الأول/أكتوبر)، جاء من ركلة جزاء، أي أنه لم يُسجّل سوى هدفاً واحداً في المباريات الـ11 الأخيرة. أكثر من ذلك، في المباريات الـ12، سجّل هدفه من ركلة جزاء أيضاً، بمواجهة كوريا الشمالية في كأس آسيا. أكثر؟ آخر هدف سجله معتوق من لعبٍ مفتوح، كان في تشرين الأول/أكتوبر 2017، أمام كوريا الشمالية.
لكن ذلك لا يعني أنه ليس من العناصر المهمّة في المنتخب الوطني. هو أحد أهم صانعي الفرص والأهداف أيضاً، ولو أن مستواه تراجع في الفترة الأخيرة.
ما هي أرقام معتوق في التصفيات؟
شارك معتوق أساسياً في المباريات الأربع ضمن الدور الثالث من التصفيات، وخرج في جميع المباريات أيضاً.
التمريرات: 64
الالتحامات (الناجحة): 45 (21)
التسديدات (على المرمى): 7 (3)
صناعة الفرص: 4
التمريرات الحاسمة: 1
العرضيات (الناجحة): 4 (2)
المشاركات الدفاعية: 9
الأخطاء التي فاز بها: 6
كيف يلعب هاشيك بغياب معتوق؟
لنعد إلى المباريات الثلاث المتتالية التي غاب معتوق عنها. حينها، كان المدرب المساعد جمال طه مديراً فنياً، وكان باسل جرادي أحد أهم العناصر الغائبة عن المنتخب. اعتمَد طه على سوني سعد في مركز الجناح الأيسر، ومعه محمد قدوح، حين لعب هلال الحلوة في مقدّمة الهجوم، وعلى يمينه ربيع عطايا في مواجهة سريلانكا. محمد حيدر لعب خلف المهاجمين، وخلفه نادر مطر.
إيفان هاشيك يعتمد على سوني سعد بشكل أساسي في الفريق، لما يقدّمه من التزام دفاعي، إلى جانب مهامه الهجومية بطبيعة الحال. سوني سجّل في مرمى سوريا، كما في مرمى كوريا الجنوبية وتركمنستان في الدور الثاني، لكن، هل يلعب يساراً، بدلاً من جرادي؟
تُظهر الخريطة الحرارية لتحركات باسل جرادي في المباريات الثلاث، أنه لعب على الجهة اليسرى بشكلٍ كبير، إلى جانب وجوده خلف المهاجمين، أو يتقدّمهم أحياناً. فعلياً، هو "جوكر" هاشيك، وليس ربيع عطايا (بحسب ما صرّح التشيكي سابقاً).
هاشيك قادر على إشراك جرادي في مركز الجناح الأيسر، على أن يضع لاعباً له التزامات دفاعية خلف المهاجمين، مثل نادر مطر، أو محمد حيدر. سوني، لعب في مركز الجناح الأيمن مع المدرب التشيكي بمواجهة العراق، حين كان لمعتوق دور دفاعي أكبر يساراً، ويتقدّم جرادي عليه.
أمام إيران، من المتوقّع أن يلعب لبنان بطريقة مشابهة للطريقة التي اعتمدها بمواجهة كوريا الجنوبية. هناك، في كوريا، بدا أن سوني في مركز الجناح الأيمن، لكنّه لعب يساراً، في حين كان معتوق في مركزٍ أقرب من المهاجم الصريح، إلى جانب نشاطه يميناً، في حين أن الحلوة لعب دوراً أكبر على اليسار مع سوني. البديلان ربيع عطايا وحسن شعيتو "موني" لعبا يميناً، وتقدّم البديل هادي غندور عليهما، فيما بقيَ عمر بوغيل خلفه، بل في ملعب لبنان معظم الوقت.
لكن ما يختلف اليوم، هو وجود جرادي، ومعه المهاجم محمد قدوح. الأوّل يلعب يساراً وخلف المهاجمين، وقدوح في المقدّمة. من المفترض أنهما ضمن حسابات هاشيك الأساسية، وعليه، فإنه إن اعتمد رسم (4-3-3)، سيكون الثلاثي سعد، جرادي وقدوح حاضراً (مع الالتفات إلى عودة الظهير الأيسر ماهر صبرا، كما المدافع قاسم الزين). إما يلعب جرادي يساراً، وخلفه سوني، أو على يمينه، أو يكون جرادي خلف المهاجمين، وعلى يساره سوني، وعلى يمينه محمد حيدر كأبرز الخيارات.
هل يؤثّر غياب معتوق؟
الجواب هو نعم، بطبيعة الحال. معتوق صانع لعب، لكن هاشيك يبحث عن من يلعب بدور دفاعي كبير في مواجهة إيران خاصةً. في الهجمات المرتدة، السرعة في التحرّك، وفي تمرير الكرة، من بين أهم الأمور. هذا أمر يُجيده جرادي، ويُنفّذه سوني.
الفريق اللبناني الهجومي لم يصنع الكثير من الفرص عموماً. فعلياً، فليكس ملكي صنع فرصاً أكثر من أي لاعب، وهو أحد لاعبي الارتكاز. يعود ذلك إلى الدور الدفاعي لجميع اللاعبين، والتزامهم به؛ ذلك، إلى جانب أن الهجمات المرتدة نادراً ما تكتمل. عودوا إلى هدف سوني سعد في مرمى سوريا. تلك الهجمة لم تكتمل كما يجب، لكن سوني سجّل من خارج المنطقة، والحارس لم يتعامل مع التسديدة بطريقة جيّدة، علماً أن للبنان زيادة عددية في الكثير من الهجمات أمام سوريا (أمرٌ لن نراه بمواجهة إيران).