قبل سفر منتخب لبنان للشباب إلى العراق للمشاركة في بطولة غرب آسيا دون 18 عاماً، خاض مباراة مع المنتخب السوري وخسرها، لكنه حقق الأهم لاحقاً.
خسر لبنان ودياً، لكنه فاز رسمياً، وتغلّب على سوريا بهدفٍ دون رد، وكان قادراً على إضافة هدفٍ وأكثر. المستوى الذي ظهر عليه اللاعبون كان مقبولاً، لكن اللافت، هو عدم الرهبة من المنافس. المنتخب اللبناني بنى الهجمات، ثم اعتمد على المرتدات، ولم يتراجع إلى الخلف كثيراً. ظهَر أفضل من منافسه، لأنه لم يهبه، ولو أنه احترمه بطبيعة الحال.
الفارق بين منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي كان كبيراً. الأخير، لم يظهر وكأنّه لا يلعب كرة قدم فحسب - خاصةً في المواجهة الأولى مع طاجيكستان - بل كان متوجّساً، خائفاً من منافسه، وغير قادرٍ على تنظيم الهجمات ضدّه، أو حتى لعب الهجمات المرتدة، على الرغم من أن اللاعبين - الذين يتحمّلون اللوم أيضاً على الأداء - يلعبون في الدرجة الأولى، ومنهم من تمرّن مع المنتخب الأول، أو شارك في كأس الاتحاد الآسيوي.
تفتقد منتخبات لبنان الكثير، والهويّة هي من بين ما تفتقده، لكن هذه يُمكن أن تُزرع في اللاعبين في سنٍ مبكرة. قد لا نملك الإمكانيات اللوجستية كما منتخباتٍ أخرى، ولو على صعيد المنطقة، وقد لا يكون العمل على صعيد المنتخبات في الفئات العمرية ناجحة، في ظل تخطيطٍ غير واضح، لكن العمل على العقلية أمرٌ متاح، على أمل ألا تكون مباراة سوريا الأخيرة استثناء، وأن يُكمل منتخب لبنان مشواره، مهما كانت النتائج.