يغيب المهاجم الدولي عمر بوغيل عن المنتخب اللبناني، منذ المراحل الأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم قطر 2022. على الرغم من التغيير في الجهاز الفني، بالتعاقد مع الصربي ألكسندر إليتش، يستمر غياب مهاجم «سوتون يونايتد» عن الفريق، دون اختبار، أو التحاق بالتمارين، وهو أمرٌ يستغربه، مؤكّداً أن لا تواصل معه منذ بداية العام.
لم يستدعِ مدرب منتخب لبنان، ألكسندر إليتش، عدداً من اللاعبين المحترفين في الخارج، لأسبابٍ عدّة، لكن غياب المهاجم عمر بوغيل، يبقى مستغرباً، خاصةً أن اللاعب لم يُستدعَ إلى أي تمرينٍ أو مباراةٍ وديّة، بعكس عددٍ من زملائه، من بينهم هلال الحلوة، الذي اختبره إليتش، قبل أن يستبعده نظراً لعدم مشاركته مع أي نادٍ حالياً.
بوغيل، الذي لعب 33 مباراة هذا الموسم، ضمن بطولة دوري «EFL League Two)، أي الدرجة الرابعة في إنكلترا، كما في بطولتي «EFL Trophy» و«EFL Cup»، سجّل 5 أهداف وصنع 3 أهداف أخرى، خلال 2384 دقيقة لعب (بمعدّل مشاركة بهدف في كل 298 دقيقة). معدّلٌ لا يبدو ممتازاً، لكنّ مستوى الدوري مقارنةً بالدوري اللبناني، وعدد المباريات الكبير، والبنية الجسديّة التي يتمتّع فيها بوغيل، تؤهّله للمشاركة الوطنية، التي استدعيَ إليها عام 2017.
لاعب منتخب لبنان دانيال لحود: هدفي التأهّل إلى كأس العالم تابع أيضاً: 2026
في مقابلةٍ مع «ليبانون فوتبول غايد»، يُبدي بوغيل استغرابه من عدم استدعائه، ويقول إنه لا يطلب سوى الفرصة، ويشرح أسباب غيابه في فترةٍ سابقة. «في الدور الأوّل من التصفيات، حين لعب المنتخب ثلاث مباريات في كوريا الجنوبية (بقيادة المدرب جمال طه)، لم أسافر مع المنتخب لأنني لم أتلقّى لقاح كوفيد-19. لا أريد اللقاح، وأرى أنني بصحةٍ جيّدة، وفي إنكلترا، لم يعد هناك حديثٌ عن فيروس كورونا أساساً. كان هذا السبب خلف عدم سفري إلى كوريا الجنوبية في الوقت الذي كان هناك تشديدات على السفر». المنتخب اللبناني كان قد خاض 3 مباريات، وغاب عنه باسل جرادي، على الرغم من سفره، بسبب حجره من قِبل السلطات الصحيّة الكوريّة.
سببٌ مختلف
بعد التأهّل إلى الدور الأخير من تصفيات كأس العالم قطر 2022، خاض المنتخب مباراة واحدة مع جيبوتي، ضمن تصفيات كأس العرب، وقبلها كان قد خاض عدداً من المباريات، غاب عنها المهاجم. «الحقيقة أنني كنت غير جاهزٍ بدنياً في هذه الفترة. كنت قد تعرّضت للإصابة، ولم أتعافَ بشكلٍ كامل. سبق أن أصبت مع المنتخب الوطني في مواجهةٍ وديّةٍ أمام أستراليا، ولم أرد أن تتكرر الإصابة مجدداً، لذلك فضّلت أن أبقى في إنكلترا ريثما أصبح بكامل جاهزيتي البدنية».
عودة إلى المشاركة.. ولكن
في الدور الثالث من التصفيات، استدعى المدرب الجديد، إيفان هاشيك، بوغيل. النتائج كانت إيجابية لـ«رجال الأرز» خارج الأراضي اللبنانية، إذ تعادل المنتخب مع الإماراتي (0-0)، وتعادل مع العراق بالنتيجة عينها، وفاز على سوريا (3-2)، فيما خسر أمام كوريا الجنوبية (0-1). بوغيل شارك في 21 دقيقة فقط أمام الإمارات، ثم لعب 24 دقيقة كوريا الجنوبية، ومن بعدها جلس على مقاعد الاحتياط، حتّى في مباراة الخسارة أمام إيران (1-2). «قبل يومٍ من المباراة طلبت من المدرب أن يُعطيني فرصة لأثبت نفسي. قلت له إن لعبت بشكلٍ سيئ، لا تستدعيني مجدداً لأنه سيكون خطئي، وحين أعطاني الفرصة، كانت المواجهة أمام الإمارات، وكنا متأخّرين بالنتيجة، وأشركني في الدقيقة 86. ماذا يُمكنني أن أفعل خلال 4 دقائق؟». يسأل بوغيل. بعد تلك المباراة، غاب مهاجم «سوتون يونايتد» الإنكليزي عن المباريات الدولية.
لا تواصل مع المدرب الجديد
منذ أن عيّن الاتحاد اللبناني لكرة القدم، المدرب الصربي ألكسندر إليتش، لم يكن هناك سوى تواصل واحد بين بوغيل، والمنتخب، إذ تحدّث مع المدرب المساعد، والمستشار الفني يوسف محمد «دودو» للحديث حول الانضمام إلى المنتخب، لكن إليتش، لم يتحدّث معه. «كان من المفترض أن أكون ضمن الفريق المستدعى إلى الإمارات لإقامة معسكر وخوض مباراة ودية، لكن فوجئت حين أُعلن عن القائمة المستدعاة، أنني لست من بين اللاعبين. سألت نفسي: ما الخطأ الذي ارتكبته؟ أن أريد أن أمثّل المنتخب الوطني، ومثل هذه الفرص محدودة».
يواصل بوغيل حديثه: «أنا أفهم أن من الصعب على المدرب أن يختار القائمة، لكن إن كنت تريد أفضل 11 لاعباً في الفريق، فإن هذا لم يحصل للأسف خلال السنتين الأخيرتين، والنتائج واضحة. ربما لو أنني ألعب في الدوري اللبناني لاختلف الموضوع بما أن المدرب يراقب اللاعبين في الدوري، لكنني لا أريد الانتقال إلى هناك. خلال السنوات الماضية، الأندية المنافسة الثلاث، النجمة والعهد والأنصار، كلها تواصلت معي، لكنني اعتذرت».
يضيف: «إذا أعطيت أي لاعب خمس مباريات ولم يقدّم لك المستوى المطلوب، فهو ليس جيّداً بما فيه الكفاية، لكن حين تُشرك لاعباً 5 دقائق كل 4 أشهر، ما الذي يُمكن أن يُقدّمه لك؟ أنا أريد التواصل مع المدرب، لكن إذا كان يرفض الاتصال بي، ماذا سأفعل؟ أنا لم أفعل شيئاً يُقلّل من احترام المنتخب أو أي لاعب أو إداري».
تابع أيضاً: 4 محترفين في الخارج مع المنتخب اللبناني الأولمبي
وفي السؤال عن ما إذا كان من الممكن ألّا يكون ألكسندر إليتش على علمٍ بوجود عمر بوغيل من الأساس، يقول: «ممكن، لكن كمدرب للمنتخب، أن تريد أفضل اللاعبين. لا يهم أين يلعبون، حتّى لو كان اللاعب ينشط في جزيرة فيجي في أستراليا، لأنك تريد الأفضل لنفسك أيضاً».
يختم بوغيل بالقول إنه على استعداد دائماً للعب مع المنتخب الوطني، وإنه لا يُدرك حقاً أسباب استبعاده، متمنياً أن يكون هناك تواصل بينه وبين المدرب بشكلٍ مباشر، وأن يلتحق باللاعبين في الاستحقاقات المقبلة.